×

قوله: (عن سهل بن سعد) أي: ابن مالك بن خالد الأنصاري، الخزرجي الساعدي، أبو العباس، صحابي شهير، وأبوه صحابي أيضا، مات سنة ثمان وثمانين، وقد جاوز المائة «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ» ([1]).

الحديث فيه البشارة بالفتح، وهو عَلَم من أعلام النبوة، وقد وقع كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قوله: «يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ»:

 قال شيخ الإسلام: ليس هذا الوصف مختصًّا بعلي ولا بالأئمة؛ فإن الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي يحب الله ورسوله؛ لكن هذا الحديث من أكثر ما يُحتَجّ به على النواصب الذين لا يتولونه، أو يُكفِّرونه أو يفسقونه كالخوارج. لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الرافضة، الذين يجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم؛ فإن الخوارج تقول في عليٍّ مثل ذلك، لكن هذا باطل؛ فإن الله ورسوله لا يُطلِق مثل هذا المدح على مَن يعلم الله أنه يموت كافرًا.

وفيه: إثبات صفة المحبة لله، خلافًا للجهمية ومن أخذ عنهم.

وفيه: فضيلة أخرى لعليٍّ رضي الله عنه لِما خصَّه به من إعطاء الراية، ودعوته أهل خيبر للإسلام، وقتالهم إذا لم يقبلوا. وقد جرى له رضي الله عنه في قتالهم كرامات مذكورة في السِّيَر والمغازي.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3701)، ومسلم رقم (2406).