وهكذا ينبغي لأهل الإسلام
أن يكون قصدهم بجهادهم هداية الخلق إلى الإسلام والدخول فيه. وينبغي لولاة الأمر
أن يكون هذا هو مُعتمَدهم ومرادهم ونيتهم.
قال
شيخ الإسلام: دين الإسلام الذي ارتضاه الله وبَعَث به رسله: هو الاستسلام لله
وحده، فأصله في القلب، والخضوع لله وحده دون ما سواه. فمَن عبده وعَبَد معه إلهًا
آخر، لم يكن مسلمًا. ومَن استكبر عن عبادته لم يكن مسلمًا. وأما الإيمان فأصله
تصديق القلب وإقراره بمعرفته.
وقوله:
«وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ فِيهِ»: مما أَمَر به
وشرعه من حقوقِ «لا إله إلاَّ الله».
وهذا
يدل على أن الأعمال من الإيمان، خلافًا للأشاعرة والمرجئة في قولهم: «إنه قول»!
وزعموا أن الإيمان هو مجرد التصديق، وتركوا ما دل عليه الكتاب والسُّنة؛ لأن الدين
ما أَمَر الله به فعلاً، وما نهى عنه تركًا.
وفيه
دلالة على المشركين المستدلين على الشرك بكرامات الأولياء؛ لدلالتها على فضلهم.
وأمير
المؤمنين عليٌّ رضي الله عنه وقع له من الكرامات ما لم يقع لغيره، وله السابقة
والجهاد والفضائل ما ليس لغيره.
وقد خَدَّ الأخاديد وأضرمها بالنار، وقذف فيها مَن غلا
فيه أو اعتقد فيه بعض ما كان يعتقده هؤلاء المشركون مع أهل البيت وغيرهم. فصار من
أشد الصحابة رضي الله عنه بُعدًا عن الشرك، وشدة على الشرك، حتى أحرقهم بالنار.