وكذلك
عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع ما أُعْطِي من الكرامات - صار من أبعد الصحابة عن
الشرك وذرائعه.
وهما
أفضل أهل الكرامات، فما زادهم ذلك إلاَّ قوة في التوحيد وشدة على أهل الشرك
والتنديد؛ كما جرى لعمر رضي الله عنه في الاستسقاء بالعباس ([1])، وتعمية قبر
دانيال لما وجده الصحابة في بيت مال الهُرْمُزان.
كما
أن المعجزات إنما زادت الرسل قوة في الدعوة إلى التوحيد، وشدة على أهل الشر،
والإنكار عليهم وجهادهم.
لكن
قد يقع من الأحوال الشيطانية لمن استحوذ عليه الشيطان فأنساه ذكر ربه - ما قد
يلتبس على الجهال الذين قد تَلَبَّسوا بالشرك، ويظنون أن ذلك كرامات، وهي من مكر
الشيطان وإغوائه لمن لم يعرف الحق من الباطل، والهدى من الضلال.
وقد
قال عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿فَٱسۡتَمۡسِكۡ
بِٱلَّذِيٓ أُوحِيَ إِلَيۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [الزخرف: 43].
فكذلك
يجب على كل أحد أن يطلب الحق من القرآن، يتدبره؛ فإنه الصراط المستقيم، ولا يلتفت
إلى ما زخرفته الشياطين، كما اغتر به مَن اغتر من هذه الأمة ومَن قبلهم.
قوله: «وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ فِيهِ» من أداء الفرائض على الوجه الشرعي، والنهي عن تعدي الحدود التي حدَّها الله بين الحلال والحرام؛ وذلك من الإيمان. والأعمال كلها
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1010).