من مسمى الإيمان؛ فالحلال
ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله، والدين ما شرعه الله.
فإذا
أَخَذ بالإسلام، الذي هو التوحيد والإخلاص، وأَحَل ما أحله الله، وحَرَّم ما حرمه
الله، وأَمَر بذلك، وجاهد عليه؛ فقد قام بما وجب عليه. وبالله التوفيق.
قوله:
«فَوَاللهِ» فيه جواز حلف المفتي على ما أفتى به غيبًا.
قوله:
«لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ
لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» حُمْر النَّعْم - بسكون الميم -: الإبل الحُمْر، وهي
أَنْفَس الأموال عند العرب.
وفيه
الترغيب في الدعوة إلى الله، وطلب الهداية لمن أراد الله هدايته؛ ليحصل للداعي إلى
الحق هذه الفضيلة بهداية مَن اهتدى. فلا ينبغي التفريط في هذه المطالب العالية.
وبالله التوفيق.
قوله:
«يَدُوكُونَ أَيْ: يَخُوضُونَ» بَيَّن المصنف رحمه الله تعالى معنى هذه اللفظة،
بأن المراد: خوض السامعين في هذا الخير وتمني حصوله. والله أعلم.
**********
قوله: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ».
«خيبر»: حصن من حصون
اليهود، يقع شمالي المدينة، وبينهما مسافة طويلة. ولا يَزال يَحمل هذا الاسم إلى
الآن.
كانت بلادًا زراعية وبلاد نخيل وإنتاج للتمور، ويُضرب المثل فيقال: «كجالب التمر إلى خيبر»، أو «كجالب التمر إلى هَجَر»، يعني: أن الذي
يأتي بشيء إلى بلد هي تُنتج ذلك الشيء - يصبح كجالب التمر إلى خيبر.