ولهذا يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
إنا ومَن يُهدي القصائد نحونا **** كمُستبضِع تمرًا إلى
أهل خيبرا
ولما غدر يهود المدينة - وهم بنو النضير - بعهدهم مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم، حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اصطلحوا معه على أن يتركوا له
ما معهم من السلاح والقوة، ويجلوا إلى خيبر وإلى أَذْرِعات بأرض الشام.
كما ذكر الله ذلك في أول سورة الحشر: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ
أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن دِيَٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ
مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُهُم
مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِي
قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَۚ﴾ [الحشر: 2] إلى آخر الآيات.
فهؤلاء هم بنو النضير من اليهود، انحازوا إلى إخوانهم في خيبر، وهي بلاد
كثيرة الحصون، كثيرة المزارع، كثيرة الثمار، وكان اليهود يستغلونها لمحاربة
الإسلام.
فلما صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين عام الحديبية، أَمَره الله
بغزو اليهود في خيبر وانتزاعها من أيديهم؛ لتكون قوة للمسلمين وعونًا لهم في
الدعوة إلى الله عز وجل.
فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاصرهم وطال الحصار، واشتد الأمر
بالمسلمين في الحصار من قلة ذات اليد ومن طول الحصار.
وبينما هم كذلك بَشَّرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنصر والفتح. وهذا
مما أطلعه الله عز وجل عليه، ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم.