×

 ضاقت عليه نفسه، وقال: كيف أتخلَّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! فخرج وهو مريض، ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم وما طابت نفسه أن يبقى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: «فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ» فجيء به يقاد؛ لأنه لا يبصر من شدة الألم.

قال: «فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ» يعني: نَفَث في عينيه من ريقه الطيب الطاهر.

«فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ» ذهب الوجع الذي كان به في الحال. وهذا من معجزاته، ومن بركات ريقه صلى الله عليه وسلم.

«فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ» دفعها إليه، فتعين حينئذٍ الرجل الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم. فهذا فيه فضيلة لعلي رضي الله عنه حيث خصه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه البشرى وهذه المزية. وفضائله رضي الله عنه كثيرة، من أعظمها هذه الفضيلة.

وأما حبه لله ورسوله، وحب الله ورسوله له - فليس هذا خاصًّا به.

«قال شيخ الإسلام: ليس هذا الوصف مختصًّا بعليٍّ ولا بالأئمة؛ فإن الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي يحب الله ورسوله» فكل المؤمنين وكل إخوانه من الصحابة يحبون الله ورسوله، ويحبهم الله ورسوله.

قال: «لكن هذا الحديث من أكثر ما يُحتج به على النواصب الذين لا يتولَّونه، أو يكفِّرونه أو يفسِّقونه كالخوارج».

«النواصب»: هم الذين يناصبون عليًّا وأهل بيته العداوة. سُموا بالنواصب لأنهم يناصبون العداوة لعلي وأهل بيته. والواجب محبتهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كانوا من أهل البيت أو من غيرهم.


الشرح