قال: «لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول
الرافضة، الذين يجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم؛ فإن
الخوارج تقول في عليٍّ مثل ذلك، لكن هذا باطل».
في هذا رَدٌّ على الخوارج وعلى الروافض:
فالروافض: يَغْلُون في علي رضي الله عنه، ويُكَفِّرون غيره من الصحابة، ويقولون:
فضائلهم التي جاءت في الكتاب والسنة هذه قبل أن يرتدوا. فيحكمون على الصحابة
بالردة، والعياذ بالله.
والخوارج بالعكس: يُفرطون في حق عليٍّ رضي الله عنه ويُكفِّرونه،
ويقولون: ليس له فضائل، وما جاء في هذا الحديث إنما كان قبل أن يرتد. فهم يردون
على الرافضة بمثل قولهم في الصحابة.
وكلتا الطائفتين منحرفة عن الحق، والوسط: هو موالاة أولياء الله، ومحبة
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعًا، ومحبة الخلفاء الراشدين بالخصوص،
ومحبة قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا بالخصوص. والصحابة يتفاضلون
ويتفاوتون في الفضائل، فيُعْطَى كلٌّ حقه، ولا يُبْخَس من حقه شيئًا، فلا غلو ولا
تفريط.
قال: «فإن الله ورسوله لا يُطْلِق مثل
هذا المدح على مَن يعلم الله أنه يموت كافرًا» لا يقول الرسول صلى الله عليه
وسلم عن عليٍّ رضي الله عنه: «يُحِبُّ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» والله عز وجل يعلم أنه
يموت كافرًا؛ كما تقوله الخوارج، قَبَّحهم الله.
ويستدل بهذا الحديث الرافضة والشيعة على أن عليًّا هو الأحق بالخلافة؛ لأنه
اتصف بهذه الصفة.