×

نقول: هذه ليست خاصة به، فإن أبا بكر يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. عمر يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. عثمان يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. وكل الصحابة كذلك.

والنبي صلى الله عليه وسلم خص عليًّا بهذه الخصيصة لا لأنه وحده هو الذي يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله؛ بل لأن هذا من فضل الله تَفَضَّل به عليه، وإلا فكل الصحابة يحبون الله ورسوله ويحبهم الله ورسوله.

قال: «فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ»: أي: دَفَعها إليه، ثم أرشده وأوصاه، على عادته صلى الله عليه وسلم مع قواده وأمرائه، حيث كان يوصي القواد والأمراء حينما يبعثهم.

فهذا فيه دليل على أن ولي الأمر يوصي القواد والأمراء حينما يبعثهم. فهذا فيه دليل على أن ولي الأمر يوصي قواده، ويخط لهم الخطط النافعة التي يسيرون عليها في مهمتهم، ولا يتركهم لأنفسهم يذهبون بدون وصية وبدون إرشاد وبدون وضع خطة يسيرون عليها.

* «فقال: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ»» يعني: اذهب بهدوء وسكينة، لا يكون فيه سخط ولا جلبة ولا طيش، ولا سرعة في المشي أو رَكْض؛ فهذا ليس من صفات المؤمنين. صفات المؤمنين السكينة والوقار والثبات والهدوء؛ كما قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ [الأنفال: 45]، أما الطيش والأصوات واللغط والعجلة، فهذه من صفات الجبناء. أما الشجعان ولاسيما أهل الإيمان، فإنهم يَثبتون في المعارك وفي لقاء العدو، ولا يتزعزعون، ولا ينهزمون أمام عدوهم، ومهما بلغ بهم عدوهم من النكاية فإنهم يَثبتون.


الشرح