×

قوله: «حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ» أي: تقرب من حصنهم. وهذا من تمام الشجاعة، أن يقرب المجاهدون من العدو، ولا يناوشوه من بعيد؛ لأجل أن يدب في قلوب أعداء الله الرعب والرهبة.

قوله: «ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ» هذا فيه أن الدعوة إلى الله يُبدأ بها قبل القتال، وأنه لا يجوز البداءة بالقتال قبل الدعوة، لابد من الدعوة إلى الله، فمَن استجاب فإنه يُقبل، ومَن لم يستجب فإنه يقاتَل، بعد أن تبلغه الدعوة وتقوم عليه الحجة.

وهذا محل الشاهد من الحديث، أن الدعوة إلى الله سابقة للقتال في سبيل الله عز وجل، وذلك يدل على أهميتها ومكانتها من الدين.

ثم لم يقتصر على قوله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ»، بل أَمَره أن يبين لهم ما هو الإسلام، فقال: «وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ».

وهذا هو الواجب على الداعية، أن يشرح الإسلام ويبينه لهم حتى يعرفوه.

أما أن يمدح لهم الإسلام ويدعوهم إليه، وهو لا يعرف الإسلام ولا يعرف أحكامه، فهذا جهل لا يصح ممن يتصدر للدعوة إلى الله.

وبعض الدعاة ممن ينتسبون إلى الدعوة اليوم - لا يَعرفون حقيقة الإسلام، ولا أركانه، ولا مكملاته ومتطلباته ونواقضه.

وبعضهم لا يرغب في أن يُشرح الإسلام ويُبيَّن للناس، ويقولون: ادعوا إلى الإسلام، ويكفي أن يَحمل العبد اسم الإسلام! ولا فرق عندهم بين القبوري، والمبتدع، والمنحرف.


الشرح