ومثل هؤلاء نقول لهم: ليس هذا هو الإسلام، بل الإسلام يُبيَّن ويُوضَّح
للناس، ومَن قَبِله وأراد النجاة لنفسه فالحمد لله، ومَن رفضه فإنه قد بُلِّغ
وقامت عليه الحجة وبرئت منه الذمة. أما الدعوة المجملة فهي لا تسمن ولا تغني من
جوع.
ولهذا يجب على الداعية أن يكون عالمًا بما يدعو إليه بالتفصيل حتى يبين
للناس المطلوب والمقصود، فيبين لهم حقيقة الإسلام، وأنه الاستسلام لله بالتوحيد،
والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله. ويُبيِّن لهم أنه يقوم على خمسة
أركان، وأن بقية الأعمال الصالحة مكملات للإسلام، منها واجب ومنها مستحب، وأن
المعاصي منقصات أو مناقضات للإسلام، منها ما هو ردة، ومنها ما هو دون ذلك.
فيُبيِّن لهم هذا الأمر ويوضحه لهم؛ لأنه أمر مهم جدًّا في الدعوة إلى الله عز وجل.
ثم نَقَل المصنِّف رحمه الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية - أن الإسلام هو
الاستسلام لله وحده، والخضوع له بعبادته وحده دونما سواه. أما الإيمان فهو تصديق
القلب وإقراره ومعرفته.
ثم قال رحمه الله: «وقوله: «وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ
عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ» مما أَمَر به وشرعه من حقوقِ «لا إله إلاَّ الله» مما يدل على أن
الأعمال من الإيمان، خلافًا للأشاعرة والمرجئة» ذلك أن المرجئة يقولون: «إن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط»،
فصاحب الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان. ويقولون: «لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة».