×

وسُموا مرجئة لأنهم أرجئوا - أي: أخَّروا - الأعمال عن مسمَّى الإيمان.

·       وهم مع هذا أربع طوائف:

الأولى: مرجئة الفقهاء، من الكوفيين والأحناف، الذين يقولون: إن الإيمان هو قول باللسان واعتقاد بالقلب. ولا يُدخلون فيه العمل.

الثانية: الأشاعرة ومَن أَخَذ بمذهبهم، فيقولون: الإيمان هو التصديق ولو لم ينطق بلسانه، فمَن صَدَّق بقلبه فهو مؤمن، حتى ولو لم يتكلم.

وعلى هذا فالكفار مؤمنون؛ لأنهم يُصَدِّقون بقلوبهم لكن لا ينطقون بألسنتهم، قال عز وجل: ﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ [الأنعام: 33]. هم يُصَدِّقون بقلوبهم ويعلمون أنه رسول الله، وأن القرآن كلام الله، وأن ما جاء به هو الحق؛ لكن يمنعهم - والعياذ بالله - موانع: إما الكِبْر والأَنَفة، أو الخوف على مناصبهم ورئاستهم، أو الحسد.

الثالثة: الكَرَّامية، الذين يقولون: الإيمان هو النطق باللسان ولو لم يعتقد بقلبه، إذا نطق بلسانه وشهد أَنْ لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، ولو لم يعتقد بقلبه، فهو مؤمن. كذلك يقولون.

وهذا باطل، يَلزم عليه أن المنافقين مؤمنون؛ لأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، قال عز وجل: ﴿إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ ١ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢ [المنافقون: 1- 2]،


الشرح