×

 شهادتهم للرسول جُنة يستترون بها دون القتل، يريدون أن يعيشوا مع المسلمين، وهم كفار في قرارة أنفسهم وقلوبهم.

والله عز وجل يقول: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا [النساء: 145]، حَكَم الله أنهم في الدرك الأسفل من النار تحت عبدة الأصنام. والكَرَّامية يقولون: إنهم مسلمون ومؤمنون!!

الرابعة: أخبث فرق المرجئة، وهم الجهمية الذين يقولون: إن الإيمان هو المعرفة بالقلب ولو لم يُصَدِّق، إذا عَرَف بقلبه فهو مؤمن ولو لم يصدق، ولو لم ينطق، ولو لم يعمل، ما دام أنه عارف بقلبه فهو مؤمن.

وهذا القول أخبث مذاهب المرجئة.

فتبين من هذا أن معنى الإرجاء هو تأخير العمل عن الإيمان، وأن العمل لا يدخل في الإيمان، وأن الإنسان يكون مؤمنًا ولو لم يعمل، ولو لم يُصَلِّ، ولو لم يَصُم، ولو لم يحج، ولو لم يعمل أي شيء. ولو فَعَل ما فَعَل من المعاصي ومن الموبقات فهو مؤمن، والمعاصي لا تُنقِص إيمانه، لو زنى وسرق فهو مؤمن كامل الإيمان عندهم، ما دام أنه مُصَدِّق بقلبه.

والإيمان لا يتفاضل عندهم ولا يتفاوت، فإيمان أبي بكر أو جبريل مثل إيمان أفسق الناس عندهم.

والحق أن الإيمان يتفاوت: فالمؤمنون منهم مَن إيمانه كامل، ومنهم مَن إيمانه ناقص نقصًا كثيرًا أو قليلاً. فالإيمان يتفاوت، ويَزيد وينقص، يَزيد بالطاعة ويَنقص بالمعصية.


الشرح