وقوله: ﴿وَمَآ أَنَا۠
مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ فيه أن الداعية يجب عليه البراءة من أهل الشرك، وعدم
موالاتهم ومحبتهم، بل يقاطعهم ويعاديهم في الله عز وجل.
أما الذي يزعم أنه يدعو إلى الله، لكنه لا يتبرأ من المشركين، بل ربما يدعو
إلى الحوار والتقارب بين الأديان، كما يقولون الآن، أو كما يقول بعضهم: «إن اليهود والنصارى إخواننا»!! وقد
قالها بعض الجهَّال من الذين يزعمون أنهم من رؤساء الدعاة إلى الله، أو يقول: «إن اليهود والنصارى ليسوا كفارًا» أو
غير ذلك من المقالات الباطلة - فهذا لم يتبرأ من المشركين، ويجب عليه أن يتعلم
أولاً، ويدعو نفسه أولاً، ثم بعد ذلك يدعو الناس على علم وبصيرة.
فهذه الآية فيها عِبَر عظيمة، وفيها أسس الدعوة إلى الله عز وجل.
· ففي هذه الآية الكريمة مسائل عظيمة:
المسألة الأولى: أن طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وطريقة أتباعه -
الدعوة إلى الله.
المسألة الثانية: أن مَن لم يَدْعُ إلى الله وهو يستطيع الدعوة إلى الله،
فإنه لم يحقق اتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم، بل اتباعه فيه نقص عظيم!!
المسألة الثالثة: التنبيه على الإخلاص في الدعوة لقوله: ﴿إِلَى ٱللَّهِۚ﴾، فإن بعض الناس
إنما يدعو إلى نفسه، فالذي يقصد المدح والثناء، وكثرة الأتباع وكثرة الجماعة - هذا
لا يدعو إلى الله.
المسألة الرابعة - وهي مسألة عظيمة -: أن الداعية إلى الله لابد أن يكون
على بصيرة، مُؤهَّلاً بالعلم النافع الذي يستطيع به أن يدعو إلى