ومن
التوسل إليه: التوسل بأسمائه وصفاته؛ كما قال عز وجل: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180]،
وكما ورد في الأذكار المأثورة من التوسل بها في الدعوات؛ كقوله صلى الله عليه وسلم:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ
الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ، يَا ذَا الْجَلاَلِ
وَالإِْكْرَامِ» ([1])، وقوله صلى الله
عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلَهَ إلاَّ
أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ
كفوًا أَحَدًا» ([2])، وغير ذلك من
الأعمال الصالحة الخالصة التي لم يَشُبها شرك.
فالتوسل
إلى الله هو بما يحبه ويرضاه، لا بما يكرهه ويأباه؛ من الشرك الذي نزَّه نفسه عنه
بقوله: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا
يُشۡرِكُونَ﴾ [الطور: 43]. وقوله: ﴿وَسُبۡحَٰنَ
ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]،
وقوله في الإنكار على من اتخذ الشفعاء: ﴿قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ
ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ
وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18].
وأمثال هذه الآيات في القرآن كثير؛ يأمر عباده بإخلاص العبادة له، وينهاهم عن عبادة ما سواه، ويعظمه، ويُعَظِّم عقوبته؛ كما جرى على الأمم المكذبة للرسل فيما جاءوهم به من التوحيد والنهي عن الشرك، فلم يقبلوا، فأوقع الله عز وجل بهم ما أوقع؛ كقوم نوح، وعاد، وثمود... ونحوهم، فإنهم عَصَوُا الرسل فيما أمروهم
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1495)، والترمذي رقم (2544)، وابن ماجه رقم (3858)، وأحمد رقم (12205).