قوله: ﴿يُحِبُّونَهُمۡ
كَحُبِّ ٱللَّهِۖ﴾ «الحب»:
عمل قلبي ضد البغض. فالمشركون اتخذوا من الأحجار والأشجار والأصنام شركاء لله؛
سَوَّوهم بالله في المحبة، يحبونهم كما يحبون الله عز وجل. فالمراد هنا: محبة
العبادة. فالمشركون يحبون أصنامهم كما يحبون الله عز وجل محبة عبادة وتذلل.
قوله: ﴿وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ﴾ من المشركين لله. فالمشركون
يحبون الله، والمؤمنون يحبون الله، ولكن المشركين يحبون الله ويحبون معه غيره، أما
المؤمنون فيحبون الله وحده، ولا يشركون معه غيره في المحبة؛ فلذلك صار المؤمنون
أشد حبًّا لله؛ لأن محبتهم خالصة، ومحبة المشركين مشتركة.
فدلت الآية على أن المشركين يحبون الله، ولكنهم لما أحبوا معه غيره صاروا
مشركين، وأن التوحيد لا يصح إلاَّ بإخلاص المحبة لله عز وجل.
فدلت الآية الكريمة على أن من تفسير «لا
إله إلاَّ الله» وتفسير التوحيد إفراد الله بالمحبة، وأن لا يُحَب معه غيره
محبة عبادة، بل يُفْرَد الله عز وجل بالمحبة، ولا يُحَب معه غيره محبة العبادة.