قال
العلامة ابن القيم رحمة الله تعالى عليه: فتوحيد المحبوب: أن لا يُعدِّد محبوبه،
أي: مع الله بعبادته. وتوحيد الحب: أن لا يبقى في قلبه بقية حب حتى يبذلها له.
فهذا الحب وإن سُمي عشقًا فهو غاية صلاح العبد ونعيمه وقُرة عينه. وليس لقلبه صلاح
ونعيم إلاَّ بأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن لا تكون محبته لغير
الله، فلا يحب إلاَّ لله؛ كما في الحديث الصحيح: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ...» ([1]) الحديث.
ومحبة
رسول الله هي من محبته، ومحبة المرء إن كانت لله فهي من محبته، وإن كانت لغير الله
فهي مُنقِصة لمحبة الله، مُضعِفة لها.
**********
هذا هو المقياس في الحب والبغض،
فمحبة المرء تابعة لمحبة الله.
فأنت لا تحب من الأشخاص إلاَّ مَن يحبه الله، ولا تحب من الأعمال إلاَّ ما
يحبه الله. ولا تُبغض من الأشخاص إلاَّ مَن يُبغضه الله، ولا تُبغض من الأعمال
إلاَّ ما يُبغضه الله عز وجل. فيكون حبك وبغضك تابِعَين لمحبة الله وبغضه سبحانه
وتعالى.
وهذه الضوابط العظيمة زلت فيها كثير من الأقدام، وضلت فيها كثير من الأفهام؛ بسبب عدم الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله، وعدم الرجوع إلى أهل العلم الراسخين، فحصل ما حصل بسبب الإهمال والتفريط من الفريقين: فريق الغالين، وفريق المتساهلين.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (16)، ومسلم رقم (43).