قلت: وهو قول مجاهد.
قال
في الكافية الشافية:
وحياة قلب العبد في شيئين مَن **** يُرزَقهما يحيا
مدى الأزمانِ
ذِكر الإله وحبه من غير إشـ **** ـراك به وهما
فممتنعانِ
من صاحب التعطيل حقًّا كامـ **** ـتناع الطائر
المقصوص من الطيرانِ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما معناه:
فمَن رَغِب إلى غير الله في قضاء حاجة أو تفريج كربة؛ لزم أن يكون محبًّا له
ومحبته هي الأصل في ذلك. انتهى لفظه.
قلت:
فمَن أحب مع الله غيره لم ينفِ ما نفته «لا إله إلاَّ الله» من الشرك، ولم يُثبِت
ما أثبتته من التوحيد، بل قد جعل مع الله شريكًا في إلهيته.
وقد
تبين أن الإلهية هي العبادة، فنفيها عما سوى الله وإثباتها لله وحده بجميع أنواعها
- هو معنى «لا إله إلاَّ الله»؛ كما تقدم بيانه.
**********
الحب والبغض يجب أن يكونا في الله،
وليس من أجل الدنيا.
فلو أنه ما أعطاك شيئًا، أو أخذ منك شيئًا، هل تبغضه؟
الجواب: لا، لكن تحبه في الله أو تبغضه في الله، وليس لأجل الدنيا. وهذا أوثق عرى
الإيمان.
يقول عبد الله بن عباس: «أَحِبَّ
فِي اللهِ، وَأَبْغِضْ فِي اللهِ، وَوَالِ فِي اللهِ، وَعَادِ فِي اللهِ،
فَإِنَّكَ لاَ تَنَالُ وِلاَيَةَ اللهِ إلاَّ بِذَلِكَ، وَلاَ يَجِدُ رَجُلٌ طَعْمَ
الإِْيمَانِ، وَإِنْ كَثُرَتْ صَلاَتُهُ وَصِيَامُهُ، حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ».