×

وقال في ختام كلامه: «وَصَارَتْ مُؤَاخَاةُ النَّاسِ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا، وَإِنَّ ذَلِكَ لاَ يَجْزِي عَنْ أَهْلِهِ شَيْئًا» ([1]).

فهذا الباب باب عظيم، وهو أوثق عرى الإيمان، والآيات في القرآن الكريم كثيرة في حب المؤمنين وبغض الكافرين، وموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين.

وهذا من حقوق كلمة التوحيد «لا إله إلاَّ الله»، فكما أن «لا إله إلاَّ الله» براءة من الشرك فهي أيضًا براءة من المشركين، وكما أنها محبة لله وعبادة لله فهي أيضًا محبة للمتقين والمؤمنين.

فأنت تحب مَن يحبهم الله، وتعادي مَن عاداهم. والله عز وجل قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ [الممتحنة: 1]، والله عز وجل لا يحب الكافرين لأنهم أعداؤه، فأنت كذلك لا تحبهم، بل تحب مَن يحبه الله، وتُبغض مَن يبغضه الله.

وهنا يجب التفريق بين المحبة التي هي عبادة، والمحبة الطبيعية:

فإذا كنت تحب غير الله عز وجل مثل محبة الله أو أعظم، فهذا مُخْرِج من الملة، وهو شرك أكبر، والمحبة التي يَدخلها الشرك هي محبة العبادة؛ المحبة التي معها ذلة للمحبوب، وهذه لا تكون إلاَّ لله سبحانه وتعالى؛ ولهذا يُعَرِّف كثير من العلماء العبادة بأنها غاية الحب مع غاية الذل. فهذه لا تكون إلاَّ لله عز وجل.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن المبارك في «الزهد» رقم (353)، والطبراني في «الكبير» رقم (13537)، وابن أبي شيبة رقم (34770).