أما إذا أحببت شيئًا وأنت لا تُذَل له، فهذه محبة طبيعية، مثل: محبة المال،
والزوجة، والوالدين، والأولاد - فهذه محبة طبيعية، ليس معها ذل للمحبوب، وهي محبة
مباحة، إلاَّ إذا قُدِّمت على محبة الله.
فالذي يُقبِل على تجارته، أو على لذَّته وشهوته، أو على أكله وشربه، ويترك
صلاة الجماعة - مثلاً - فهذا قَدَّم المحبة الطبيعية على محبة العبادة، ويكون
مُتوعَّدًا بالوعيد، ولكنه ليس بكافر.
فلا يجوز أن تقدم على محبة الله محبة أحد كائنًا من كان؛ لأنها عبادة، حتى
لو كان المحبوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمحبة الله خاصة به، لا يشاركه فيها
أحد؛ لأنها أعظم أنواع العبادة. والرسول صلى الله عليه وسلم له محبة تليق به
وبرسالته صلى الله عليه وسلم، فأعظم المخلوقين محبة هو رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ولكنها لا تساوي محبة الخالق عز وجل.