قال المصنف: وهذا من أعظم
ما يبين معنى «لا إله إلاَّ الله»، فإنه لم يَجعل التلفظ بها عاصمًا للدم والمال،
بل ولا معرفة معناها ولفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلاَّ الله
وحده لا شريك له، بل لا يحرم دمه وماله حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يُعْبَد من دون
الله، فإِنْ شَكَّ أو تردد لم يَحْرُم ماله ودمه.
فيا
لها من مسألة ما أَجَلَّها! ويا له من بيان ما أَوْضَحَه، وحُجة ما أَقْطَعَها
للمُنازِع! انتهى.
قوله:
«وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عز وجل » أي: الله تعالى هو الذي يتولى حسابه: فإن كان
صادقًا جازاه بجنات النعيم. وإن كان منافقًا عذَّبه العذاب الأليم. وأما في الدنيا
فالحكم على الظاهر.
**********
في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ
اللهِ، حَرُمَ مَالُهُ، وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عز وجل ».
· عَلَّق حرمة المال والدم على شيئين:
الأول: أن ينطق بكلمة «لا إله إلاَّ الله».
الثاني: أن يَكفر بما يُعْبَد من دون الله.
فإذا تحقق هذان الشيئان حَرُم ماله ودمه؛ لأنه صار مسلمًا، والمسلم حرام
الدم والمال.
قوله: «وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عز وجل » إن
كان صادقًا في قول هذه الكلمة، فإنه يكون مسلمًا حقًّا، باطنًا وظاهرًا ويدخل
الجنة. وإن كان قالها ظاهرًا فقط فهذا هو النفاق، وذلك يحقن دمه ويحرم ماله،