×

ولكنه في الآخرة من أهل النار، قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا [النساء: 145].

فمن قال: «لا إله إلاَّ الله» كففنا عنه، وحَقَنَّا دمه، وحَرَّمنا ماله. أما دخوله الجنة، وكونه مؤمنًا حقًّا، فهذا عند الله سبحانه وتعالى، هو الذي يعلم ما في القلوب ويجازي عليها، وحسابه على الله عز وجل. وإن ظهر منه ما يناقض هذه الكلمة حُكِم عليه بالردة.

الحاصل: أن هذا الحديث بَيَّن معنى التوحيد، ومعنى «لا إله إلاَّ الله»، وأنه النطق بالشهادة مع الكفر بما يُعْبَد من دون الله عز وجل والبراءة منه.

أما لو قال: «لا إله إلاَّ الله»، وهو لا يَكفر بما يُعْبَد من دون الله؛ بأن كان يَعبد القبور ويدعو الأولياء والأضرحة؛ فهذا لم يَكفر بما يُعْبَد من دون الله، ولا يَحْرُم دمه ولا يَحْرُم ماله؛ لأنه لم يأتِ بالأمرين، وإنما أتى بأمر واحد، وهو قول: «لا إله إلاَّ الله»، ولكنه لم يَكفر بما يُعْبَد من دون الله؛ لأنه يقول: إن عبادة القبور ليست بشرك. فهو لم يَكفر بما يُعْبَد من دون الله.

فهذا الحديث عظيم جدًّا، وهو حُجة للموحدين على أصحاب الشُّبَه والمشركين، الذين يقولون: مَن قال: «لا إله إلاَّ الله» فهو المسلم ظاهرًا وباطنًا. ولو فعل ما فعل؛ يَعبد القبور، ويذبح للأولياء والصالحين، ويعمل السحر والشعوذة، ويعمل كل شيء، وهو مسلم حقًّا ما دام يقول: «لا إله إلاَّ الله»


الشرح