ولهذا يقول الشيخ رحمه الله: «لم
يجعل النطق بـ «لا إله إلاَّ الله»، بل ولا كونه لا يدعو إلاَّ الله، بل ولا
معرفة معنى هذه الكلمة، لم يجعل كل هذه الأمور عاصمة للدم والمال حتى يضيف إليها
الكفر بما يُعْبَد من دون الله».
فالذي يقول: أنا لا أُكفِّر الذين يعبدون الحسن والحسين والبدوي؛ لأنهم
يقولون: «لا إله إلاَّ الله»؛ هم
إخواننا، لكن أخطأوا.
نقول له: أنت مشرك مثلهم؛ لأنك لم تَكفر بما يُعْبَد من دون الله، والله عز
وجل قَدَّم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله، قال عز وجل: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ
وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ﴾ [البقرة: 256].
فلابد من الكفر بالطاغوت، ولابد من الكفر بما يُعْبَد من دون الله عز وجل،
واعتقاد بطلانه، والبراءة منه ومن أهله؛ وإلا فلا يصير الإنسان مسلمًا؛ لأن هذا
تلفيق بين الإسلام والكفر، ولا يجتمع الكفر والإسلام أبدًا!!
فهذا الحديث على اختصاره منهج عظيم، يبين معنى «شهادة أَنْ لا إله إلاَّ الله»، وأنها ليست مجرد لفظ يقال باللسان،
ويُردَّد في الأذكار والأوراد؛ وإنما هي حقيقة تقتضي منك أن تَكفر بما يُعْبَد من
دون الله، وأن تتبرأ من المشركين، ولو كانوا أقرب الناس إليك، كما تبرأ الخليل
عليه السلام من أبيه وأقرب الناس إليه.