×

 وفيه الرد على مَن ادعى أن شرك المشركين إنما هو بعبادة الأصنام.

وتبين بهذه الآية أن الله عز وجل أنكر على من دعا معه غيره؛ من الأنبياء والصالحين والملائكة ومَن دونهم، وأن دعاء الأموات والغائبين لجلب نفع أو دفع ضُر - من الشرك الأكبر، الذي لا يغفره الله، وأن ذلك ينافي ما دلت عليه كلمة الإخلاص.

فتدبر هذه الآية العظيمة يتبين لك التوحيد، وما ينافيه من الشرك والتنديد؛ فإنها نزلت فيمن يعبد الملائكة والمسيح وأمه والعُزَيْر، فهم المعنيون بقوله: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا [الإسراء: 56].

ثم بَيَّن عز وجل أن هؤلاء المشركين قد خالفوا مَن كانوا يَدْعُونه في دينه، فقال: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ..

وقَدَّم المعمول لأنه يفيد الحصر، يعني: يبتغون إلى ربهم الوسيلة لا إلى غيره.

وأعظم الوسائل إلى الله عز وجل: التوحيد الذي بَعَث الله به أنبياءه ورسله، وخَلَق الخلق لأجله.

**********

جاء المصنِّف رحمه الله في هذا الباب بآيات أربع وحديث؛ لأن المصدر في معرفة التوحيد ومعرفة الشرك هو الكتاب والسُّنة، وليس من قول فلان أو علان، أو اصطلاح الطائفة الفلانية أو الفرقة الفلانية.


الشرح