فإذا رجعنا إلى كتاب الله وسُنة رسوله عَرَفنا التوحيد وعَرَفنا الشرك،
بدون صعوبات أو تعقيدات أو تطويل، فهو مُيسَّر ولله الحمد.
الآية الأولى: قوله عز وجل: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ
أَقۡرَبُ وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ
رَبِّكَ كَانَ مَحۡذُورٗا﴾ [الإسراء: 57].
هذه الآية بينت أن دعاء غير الله - من الأولياء والصالحين والملائكة - شرك.
وهؤلاء يقولون: إنما الشرك هو عبادة الأصنام فقط. والملائكة والأنبياء والصالحون ليسوا
أصنامًا. ومع هذا فإن الله عز وجل سمَّى مَن تَقَرَّب إليهم بشيء من العبادة
مشركًا.
وهذه الآية بعد قوله عز وجل: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ
ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ
وَلَا تَحۡوِيلًا﴾ [الإسراء: 56]، وهل الأصنام تتقرب إلى الله وتبتغي إليه
الوسيلة؟ وهل هي تخاف عذاب الله وترجو رحمته؟ الأصنام جمادات، ولا يكون الخوف
والرجاء إلاَّ من العباد. فسمى دعاءهم وعبادتهم شركًا.
قوله: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ
زَعَمۡتُم﴾ زعمتم أنهم شركاء لله عز وجل. وهذا باطل؛ لأن الزعم هو
الكذب، ﴿مِّن دُونِهِۦ﴾ أي: غير الله.
والأمر هنا ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ﴾ أمر تعجيز
واستنكار! مثل قوله عز وجل: ﴿وَمَن
شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ﴾ [الكهف: 29]، فهو سبحانه لم يطلب منهم أن يدعوا غير
الله، ولكنه من باب الاستنكار والتعزير، وبيان بطلان هذا العمل.