×

 قوله عز وجل: ﴿فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ عَنكُمۡ [الإسراء: 56] إذا نزل بكم مرض فإن هذه المعبودات كلها لا تملك كشف الضُّر عنكم، سواء أكانت من الأحجار، أم من الأشجار، أم من الملائكة، أم من النبيين، أم من الصالحين!! وإن الذي يملك كشف الضُّر بعد نزوله هو الله سبحانه وتعالى، لا أحد غيره يرفع الضر عن الناس.

قوله: ﴿وَلَا تَحۡوِيلًا أي: ولا نَقْل المرض وتحويله من مكان إلى مكان. فلا أحد يستطيع نقل المرض من عضو إلى عضو أو من إنسان إلى إنسان، أو من بلد إلى بلد - إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

وإذا كان كذلك فهذه المعبودات عاجزة، والعاجز لا يصلح للعبادة.

قوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ أي: الذين يَدْعُون للمشركين. ففيه حذف، تقديره: أولئك الذين يدعونهم، ﴿يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ هؤلاء المدعوون هم عباد يتقربون إلى الله بالعبادة ويبتغون إلى ربهم الوسيلة.

والوسيلة في الأصل معناها: السبب الذي يوصل إلى المقصود.

وأما معناها هنا: فهي الأعمال الصالحة التي تقرب من الله عز وجل.

وليست الوسيلة ما يقوله عُبَّاد القبور: أن تجعل بينك وبين الله واسطة تتوسل به إلى الله.

إنما الوسيلة التي أَمَر الله باتخاذها هي الأعمال الصالحة؛ كما في قوله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ [المائدة: 35]، يعني: القرب منه سبحانه وتعالى؛ وذلك بعبادته.


الشرح