×

قال: «مِنْ صُفْرٍ» أي: من مادة الصُّفْر، وهو نوع من الحديد معروف.

فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا هَذِهِ؟!» الظاهر أنه سؤال إنكار. وقيل: إنه سؤال استفهام. فالنبي صلى الله عليه وسلم سأله عن قصده في هذه الحلقة.

ففيه دليل على وجوب إنكار المنكر. وفيه دليل على أن الإنسان لا ينكر شيئًا حتى يعرف مقصود صاحبه إذا كان الشيء محتملاً، فإن كان مقصود صاحبه شرًّا فإنه ينكره.

قَالَ: «مِنَ الْوَاهِنَةِ» نوع من المرض، أي: أنها تقيني من مرض الواهنة. على ما كانوا يفعلونه في الجاهلية، هذا اعتقادهم، أن مَن لَبِسها لم يصبه هذا المرض، فالرجل بَيَّن الغرض من لُبْس هذه الحلقة.

فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «انْزِعْهَا» «النزع»: الرفع بشدة. أي: ارفعها مسرعًا بنزعها ونشيطًا في رفعها، لا تتوان في تركها على جسمك، انزعها نزعًا حسيًّا ونزعًا معنويًّا، فلا تعتقد فيها!!

ثم عَلَّل صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: «فَإِنَّهَا لاَ تَزِيدُكَ إلاَّ وَهْنًا» و«الوَهْن»: الضعف والمرض، أي: يَزيدك ضعفًا في الجسم وضعفًا في العقيدة، وتبقى دائمًا في وَهْن وفي ضعف، تتوقع كل مكروه؛ لأنك لم تعتمد على الله سبحانه وتعالى ولم تتوكل عليه. فالذي يُبتلى بهذا الاعتقاد تجده دائمًا خائفًا وجلاً من كل شيء، يتوقع الشر من كل شيء، فهو في قلق وضعف وخوف دائم.

أما الذي يتوكل على الله فإنه يعتقد ويؤمن أنه لا يصيبه إلاَّ ما كتب الله له، فيكون قويًّا ثابتًا شجاعًا، مرتاح النفس والعقيدة.

ثم إن هذه ليست من الأسباب العلاجية أو الطبية حتى يقال: إنها من باب العلاج!


الشرح