فالله سبحانه وتعالى لم يجعل لبس الحلقة أو عقيد الخيط على الذراع أو الساق
أو الإصبع أو العنق - سببًا من أسباب الشفاء، ولا جعله دواءً، وإنما هذا من تزيين
الشياطين لإغواء بني آدم.
فقوله صلى الله عليه وسلم: «انْزِعْهَا»
فيه أمر بإزالة المنكر، وبَيَّن السبب بقوله: «فَإِنَّهَا لاَ تَزِيدُكَ إلاَّ وَهْنًا» هذا في الدنيا. وأشد من ذلك
في الآخرة: «فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ
عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا».
فمَن مات على الشرك فإنه لا يفلح في الآخرة أبدًا، والعياذ بالله؛ لقوله عز
وجل: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ
فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ﴾ [المائدة: 72]، وكما في حديث جابر رضي الله عنه الذي
سبق: «مَنْ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ لاَ
يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ
النَّارَ» ([1]).
فالذي يُعلِّق هذه الأشياء ويعتقد فيها أنها تدفع الضرر وتجلب النفع بنفسها
- فهذا شرك أكبر.
وإن كان يعتقد أن النافع والضار هو الله، ولكن جعل هذه المعلقات من باب
الأسباب، فهذا شرك أصغر؛ لأن الله لم يجعل هذه أسبابًا للعلاج، إنما الأسباب النافعة
معروفة؛ مثل: الرقية بالقرآن، والأدوية المباحة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إلاَّ أَنْزَلَ
لَهُ شِفَاءً» ([2]).
فهي شرك على كل حال، إما شرك أكبر أو أصغر.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (93).