قوله: «قال المصنِّف رحمه الله تعالى:
فيه شاهد لكلام بعض الصحابة، أن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر، وأنه لم يُعْذَر
بالجهالة»؛ ذلك لأن الله عز وجل أقام الحُجة على جميع خلقه بإرسال الرسل
وإنزال الكتب، فلم يَبْقَ لهم حُجة حتى يقولوا: ما بَلَغَنَا من شيء!!
وكثير من المتعالمين الآن يلتمسون الأعذار لهؤلاء المشركين وعُبَّاد القبور،
ويقولون: يُعْذَرون بالجهل!
لكن إلى متى يُعْذَر العبد بالجهل؟! الجهل كان قبل بعثة النبي صلى الله
عليه وسلم. أما بعد البعثة فقد زال الجهل والحمد لله، ولم يَبْقَ على العبد إلاَّ
أن يسعى لطلب العلم وسؤال أهل العلم!!
وهؤلاء يسمعون القرآن والأحاديث، ويسمعون كلام أهل العلم في الدعوة إلى
التوحيد، ويرفضون هذا، ويَبْقَون على عاداتهم وعادات آبائهم!! فهل هؤلاء جهال؟!
قال: «رواه أحمد»، هو: الإمام أحمد
بن حنبل الشيباني، الإمام الجليل، أحد الأئمة الأربعة، شيخ المحدِّثين رحمه الله.
وهو الإمام الذي امتُحن وصبر، امتُحن في العقيدة على يد المأمون والمعتصم
والواثق، من خلفاء بني العباس.
لأن المأمون تأثر بالمعتزلة، فأدخلوا عليه أشياء مستنكرة، منها: القول بخلق القرآن - والعياذ بالله - ومنها: تعريب الكتب الرومية وكتب الأمم الكافرة، التي لما عُرِّبت دخل على عقائد المسلمين منها الشر الكثير! وهذا كله بسبب المعتزلة؛ لأنهم غرروا بهذا الخليفة.