×

قوله: وله عن عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً، فَلاَ أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً، فَلاَ وَدَعَ اللَّهُ لَهُ» ([1])، وفي رواية: «من تعَلَّق تَمِيمَةً فقد أشْرك» ([2]). عقبة بن عامر: صحابي مشهور، فقيه فاضل، ولي إمارة مصر لمعاوية ثلاث سنين، ومات قريبًا من الستين.

**********

 قوله: «وله» أي: للإمام أحمد رحمه الله، «عن عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعًا» أي: من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من كلام الصحابي.

قوله: «مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً» أي: مَن تَعَلَّق قلبه بتميمة وعَلَّقها على جسمه. و«التميمة»: هي ما يُعَلَّق من الحروز والحُجُب، المكتوب فيها كتابات، يظنون أنها تدفع العين أو تَشفي من المرض. فهي مثل تعليق الحلقة والخيط، إلاَّ أن الحلقة والخيط ليس فيهما كتابة، هذه هي التميمة. وسيأتي في الباب الذي بعده مزيد تفسير لها وبيان حكمها على التفصيل.

قوله: «فَلاَ أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ» هذا دعاء من الرسول صلى الله عليه وسلم، أي: لا أتم الله له مراده!! والرسول صلى الله عليه وسلم مستجاب الدعوة، دعا عليه بأن يعامله الله عز وجل بنقيض قصده.

فهذه الدعوة تَنال كل مَن عَلَّق على نفسه أو على غيره شيئًا من الحجب والحروز والتمائم، يريد بها كف الشر عنه إلى يوم القيامة، إلاَّ أن يتوب إلى الله عز وجل، فمن تاب تاب الله عليه، ومن لم يتب «فَلاَ أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ»، يعني: لا أتم الله له أمره ومقصوده، بل أصابه بعكس ما يريد من الضرر والشر والخوف والقلق.


الشرح

([1])  أخرجه أحمد رقم (17404)، وأبو يعلى رقم (1759)، والطبراني في «الشاميين» رقم (234).

([2])  أخرجه أحمد رقم (17422)، والحارث في «مسنده» رقم (563).