×

ولهذا فإن الذي يعلق الحجب والتمائم والحروز، يريد بها أنها تَشفيه من المرض أو تدفع عنه العين - يعامله الله عز وجل بنقيض قصده، فيصاب بالأمراض ويصاب بالعين! وحتى لو ما أصابه أمراض ولا أصابه عين في جسمه، فإنه يصاب بالألم في قلبه والخوف والرعب والهلع والجزع والانزعاج من كل شيء.

بخلاف الذي يتوكل على الله ويعتمد عليه، فإنه يكون مطمئن القلب، مرتاح البال، قوي العزيمة، شجاعًا لا يهاب؛ لأنه يعلم أنه لا يصيبه شيء إلاَّ بقضاء الله وقدره، فيكون تعلقه بالله سبحانه وتعالى.

فهذا يدل على تحريم التمائم مطلقًا، من غير استثناء، وسيأتي في الباب الذي بعده التفصيل والحكم على أنواع التمائم.

قوله: «وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً» «الوَدَع»: شيء يُستخرج من البحر، يشبه الصدف، يعلقونه على صدورهم، أو على أعناقهم، أو على أولادهم، أو على دوابهم؛ يتقون به العين.

قال: «فَلاَ وَدَعَ اللَّهُ لَهُ» أي: لا تركه في دعة وراحة بال، بل يسلط عليه الهموم والوساوس والانزعاج والخوف من كل شيء؛ لأنه فتح على نفسه باب الخوف من المخلوقات.

فهذا أيضًا دعاء من الرسول صلى الله عليه وسلم على مَن تَعَلَّق الوَدَعة واعتقد فيها أنها تدفع الشر، أن لا يتركه الله عز وجل في دعة، وعيش هنيء، وراحة بال!


الشرح