×

وهذا الحديث فيه تصريح بأن تعليق التمائم شرك؛ لما يقصده مَن عَلَّقها لدفع ما يضره أو جلب ما ينفعه.

وهذا أيضًا ينافي كمال الإخلاص الذي هو معنى «لا إله إلاَّ الله»؛ لأن المخلص لا يلتفت قلبه لطلب نفع أو دفع ضر من سوى الله، كما تقدم في قوله: ﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ [النساء: 125].

فكمال التوحيد لا يحصل إلاَّ بترك ذلك، وإن كان من الشرك الأصغر فهو عظيم، فإذا كان هذا قد خَفِي على بعض الصحابة رضي الله عنهم في عهد النبوة، فكيف لا يخفى على مَن هو دونهم في العلم والإيمان بمراتب بعد ما حدث من البدع والشرك؟! كما في الأحاديث الصحيحة، وتقدمت الإشارة إلى ذلك.

وهذا مما يبين معنى «لا إله إلاَّ الله» أيضًا؛ فإنها نفت كل الشرك قليله وكثيره، كما قال الله عز وجل: ﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [آل عمران: 18].

قوله: «فلا أتم الله له»: دعاء عليه، وكذلك قوله: «فلا ودع الله له» أي: لا جعله الله في دعة وسكون

**********

هذا هو الشاهد من الحديث للباب؛ لأن الباب: «بابٌ: مِن الشرك لُبْس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه».

فإن قلت: ما نوع هذا الشرك؟ هل من الشرك الأكبر؟


الشرح