قوله:
ولابن أبي حاتم: عن حذيفة رضي الله عنه: أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحُمَّى
فقطعه، وتلا قوله: ﴿وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم
بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ﴾ [يوسف: 106] ([1]).
ابن
أبي حاتم: هو الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس، المرادي
التميمي الحنظلي الحافظ، صاحب «الجرح والتعديل»، و «التفسير» وغيرهما، مات سنة سبع
وعشرين وثلاثمائة.
وحذيفة
رضي الله عنه: هو ابن اليمان. واسم اليمان: حُسَيْل - بمهملتين مصغَّر -، ويقال:
حِسْل - بكسر ثم سكون -، العَبْسي - بالموحدة -، حليف الأنصار، صحابي جليل من
السابقين، ويقال له: «صاحب السر»، وأبوه صحابي أيضًا. مات حذيفة في أول خلافة
عليٍّ، سنة ست وثلاثين.
قوله:
رأى رجلاً في يده خيط من الحُمَّى فقطعه، وتلا قوله: ﴿وَمَا
يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ﴾ فيه دليل على أن
هذا شرك، وأن الصحابة رضي الله عنهم يستدلون بالآيات التي نزلت في الشرك الأكبر
على الشرك الأصغر؛ لدخوله في عموم الشرك المنهي عنه في الآيات والأحاديث عمومًا
وخصوصًا؛ لما قد عَرَفت أنه ينافي كمال الإخلاص.
إذا كان مثل هذا، وقد خافه صلى الله عليه وسلم على الصحابة، كما تقدم قوله: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَْصْغَرُ» ([2]). فإذا كان يقع مثل هذا في تلك القرون المفضلة، فكيف يُؤْمَن أن يقع ما هو أعظم منه؟!
([1]) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (7/2208).