×

مثلما استدل ابن عباس رضي الله عنهما بقول الله عز وجل: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [البقرة: 22]، وقال: «وهو أن يقول: واللهِ، وحياتِكِ يا فلانةُ، وحياتي. ويقول: لولا كلبه هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص. وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئتَ. وقول الرجل: لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلانًا؛ فإن هذا كله به شرك» ([1])، فسَّرها بالشرك الأصغر؛ لأن الآية شاملة للشرك الأكبر والشرك الأصغر.

فهو استدل بها على بعض ما دلت عليه. كذلك حذيفة استدل بهذه الآية على بعض ما دلت عليه؛ لأنها تشمل الشرك الأكبر والأصغر.

وبعض المسلمين يؤمنون بالله في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، ولكن يَصدر منهم بعض الشرك الأصغر الذي لا ينافي الإيمان.

فدل على الحذر من الشرك، وأنه إذا كان هذا يحصل من بعض المؤمنين، فإن الإنسان لا يأمنه على نفسه، ويستعيذ بالله من الشرك الأكبر والأصغر ويقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ» ([2])، وفي الدعاء المشهور: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَْخْلاَقِ» ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: ابن أبي حاتم في تفسيره رقم (229).

([2])  أخرجه: أبو يعلى رقم (58)، والبخاري في «الأدب المفرد» رقم (716)، والضياء في «المختارة» رقم (63).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (1546)، والنَّسائي رقم (5471)، والبزار رقم (8992).