وأما دعاة التوحيد فهم
قلَّة خاملون ومتخاذلون أيضًا فيما بينهم، فجاءت المصيبة من هذا النوع.
ولا شك أن الناس إذا أهملوا الشيء فإنهم يقعون فيه، فإذا ما عَرَفْتَ الخطر
ولا عَرَفت مكان الهلاك، فحريٌّ بك أن تقع فيه.
فإذا الناس نَسُوا الكلام في الشرك وتفاصيله ومعرفته، وقعوا فيه، لا سيما
والدعاة إليه نشطون، والشرك موجود ويُشجَّع من قِبل أهله ومن قِبل الكفار.
الكفار الآن يدعمون الفِرق الضالة وفِرق الشرك والبدع دعمًا هائلاً! كل هذا
من أجل اجتثاث الإسلام من أصله؛ لأنه إذا ذهب التوحيد ما بقي إسلام! لو تصلي الليل
والنهار، وتصوم، وتحج، وتعتمر، وتبذل الأموال، وأنت على غير توحيد؛ ما أفادك ذلك
شيئًا!
فهذا من مكائد الكفار بنا الآن، يدعمون دعاة الشرك وفِرق الضلالة، والذي
يدعو إلى التوحيد يسمونه إرهابيًّا، أو متطرفًا، أو أصوليًّا! والذين يتبعون
الإسلام يسمونه خارجيًّا، من الخوارج... إلى غير ذلك من الألقاب للتنفير من دعاة
التوحيد ودعاة العقيدة.
قوله: «حتى إن كثيرًا من العلماء في هذه
القرون اشتد نكيرهم على من أنكر الشرك الأكبر، فصاروا هم والصحابة رضي الله عنهم
في طرفي نقيض» هذا كلام الشيخ رحمه الله وهو في القرن الثالث عشر، في وقت اشتد
نكير مَن يُسمَّون بالعلماء على دعاة التوحيد، يسمونهم بالخوارج، ويضللون دعاة
التوحيد. فهذا موجود في كتبهم إلى الآن.