قوله:
وعن عبد الله بن عُكَيْم مرفوعًا: «مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ». رواه
أحمد والترمذي ([1]): وعبد الله بن
عُكَيْم - بضم المهملة مصغَّر -، ويكنى أبا مَعْبَد الجُهَني الكوفي.
قال
الخطيب: سكن الكوفة، وقَدِم المدائن في حياة حذيفة، وكان ثقة.
قوله:
«من تعلق شيئًا وكل إليه»: التعلق يكون بالقلب، وينشأ عنه القول والفعل، وهو
التفات القلب عن الله إلى شيء يعتقد أنه ينفعه أو يدفع عنه؛ كما تقدم بيانه في
الأحاديث التي في هذا الباب والذي قبله، وهو ينافي قوله عز وجل: ﴿بَلَىٰۚ
مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ
رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 112].
فإن
كان من الشرك الأصغر فهو ينافي كمال التوحيد. وإن كان من الشرك الأكبر؛ كعبادة
أرباب القبور والمَشاهد، والطواغيت... ونحو ذلك، فهو كفر بالله، وخروج من دين
الإسلام، ولا يصح معه قول ولا عمل.
قوله:
«وُكِل إليه» أي: وَكَله الله إليه، إلى ما عَلَّق قلبه به من دون الله. ومَن
وَكَله الله إلى غيره ضلَّ وهَلَك!!
قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن قاسم، حدثنا أبو سعيد المُؤدِّب، حدثنا مَن سَمِع عطاء الخُراساني قال: لقيت وهب بن مُنبِّه وهو يطوف بالبيت، فقلت له: حَدِّثني بحديث أحفظه عنك في مقامي هذا وأَوْجِزْ. قال: نعم، أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام:
([1]) أخرجه الترمذي رقم (2072)، والنسائي رقم (4079)، وأحمد رقم (18781)، والحاكم رقم (7503).