×

وهذه عقوبة وإهانة له من الله سبحانه وتعالى؛ لأن الذي توكل على الله عز وجل وحده، فإن الله سبحانه وتعالى يتولى أمره. أما مَن اعتقد بغيره فإنه عز وجل يتخلى عنه، فيَكِله إلى حلقة من صُفْر، أو خيط، أو إلى تميمة، أو إلى ولي من الأولياء، أو قبر من القبور، أو ضريح من الأضرحة! أي: يَكِله إلى مَن اعتقد فيه.

فهذا فيه خطر عظيم، وفيه حث على أن يعلق الإنسان قلبه بالله عز وجل، وأن يعتقد أنه لا ينفع إلاَّ الله، ولا يضر إلاَّ الله، ولا يَشفي إلاَّ الله، ولا يرزق إلاَّ الله، ولا يعطي إلاَّ الله ولا يمنع إلاَّ الله.

فيتوكل على الله، مع أخذه بالأسباب المباحة التي جعلها الله أسباباً؛ كالدواء المباح، وغير ذلك من الأسباب المباحة، مع تعلق القلب بالله.

قوله: «وهو ينافي قوله عز وجل: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ [البقرة: 112] ».

«إسلام الوجه»: يعني الإخلاص لله عز وجل، وتَرْك الشرك الأكبر والأصغر. والوجه هنا المراد به القصد والنية والعزم.

﴿أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ أي: توجُّهه وقَصْده ونيته إلى الله عز وجل، وذلك بإخلاص التوحيد وتجنب الشرك.

﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ أي: متَّبع للرسول صلى الله عليه وسلم، فيَسْلَم من البدع والمحدثات.

فإسلام الوجه لله يَسْلَم به العبد من الشرك. والإحسان يَسْلَم به العبد من البدع والخرافات والمُحْدَثات.


الشرح