×

فلابد من هذين الشرطين: السلامة من الشرك، والإخلاص في المتابعة.

ثم ساق المصنِّف رحمه الله أثر وهب بن مُنبِّه، وهو تابعي جليل من أكابر علماء اليمن. وهذا الأثر مصداقه قول الله عز وجل: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا [الطلاق: 2]، وقوله: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ [الطلاق: 3]، وقوله: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا [الطلاق: 4]. ﴿قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا [الطلاق: 3].

قال: «وشاهد هذا في القرآن؛ كما قال عز وجل: ﴿وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ [الحج: 31] فتَدَبَّرْ»؛ لأن التوحيد صعود وعلو وارتفاع، والشرك هبوط وسكون، والعياذ بالله، ﴿وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ أي: سقط من مرتفع بعيد! والذي يسقط من السماء لا يدري أين يقع، هل يقع في بحر، أو بر، أو بين سباع، أو غير ذلك؟ كذلك المشرك - والعياذ بالله - ليس له قرار، ولا يدري أين يصير؟ بخلاف الموحِّد فإنه يكون في ارتفاع وصعود وطُمأنينة وعِزة.


الشرح