قوله:
وروى الإمام أحمد عن رُوَيْفِع قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا
رُوَيْفِعُ لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ بَعْدِي، فَأَخْبِرِ النَّاسَ
أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ، أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا، أَوْ اسْتَنْجَى
بِرَجِيعِ دَابَّةٍ، أَوْ عَظْمٍ فَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مِنْهُ
بَرِيءٌ» ([1]) الحديث.
رُوَيْفِع:
هو ابن ثابت بن السَّكَن بن عَدِي بن حارثة الأنصاري، نزل مصر، وولي برقة، له
ثمانية أحاديث. قال عبد الغني: وَلِيَ طرابلس، فافتتح إفريقية سنة سبع وأربعين.
وقال ابن يونس: تُوفي ببرقة سنة ست وخمسين.
قوله:
«لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ بَعْدِي»: فقد طالت حياته رضي الله عنه، كما
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله:
«فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ»: قال الخَطَّابي: أما نهيه
عن عقد اللحية فيُفسَّر على وجهين:
أحدهما:
ما كانوا يفعلونه في الحروب؛ كانوا يعقدون لحاهم، وذلك من زي بعض الأعاجم،
يفتلونها ويعقدونها. قال أبو السعادات: تكبرًا وعُجْبًا.
ثانيهما: أن معناه معالجة الشعر ليتعقد ويتجعد. انتهى ([2]).
([1]) أخرجه أبو داود رقم (36)، والنسائي رقم (5067)، وأحمد رقم (16995).