ولِما
رواه ابن خزيمة، والدارقطني عن أبي هريرة مرفوعًا: أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم نهى أَنْ يُسْتَنْجَى بِعَظْمٍ أَوْ رَوْثٍ وَقَالَ: «إنَّهُمَا لاَ
يُطَهِّرَانِ» ([1]). وعنه: أنه لا
يجزئ الاستنجاء بهما؛ كما هو ظاهر مذهب أحمد.
**********
قال: «وروى الإمام أحمد عن
رُوَيْفِع»، رويفع: هو ابن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، تولى إمارة برقة في
عهد الخلفاء، وهي بلدة من بلاد شمالي إفريقيا، وتُوفي هناك رضي الله عنه.
قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا
رُوَيْفِعُ لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ بَعْدِي»، وهذا من معجزاته صلى
الله عليه وسلم؛ فإنه أخبر أن رويفعًا تطول به الحياة! وقد طالت به الحياة وعُمِّر
رضي الله عنه، ففيه عَلَم من أعلام النبوة، وهو الإخبار عن شيء مستقبل، ووقع كما
أخبر به صلى الله عليه وسلم، وهذا مما أطلعه الله عز وجل عليه.
قال: «فَأَخْبِرِ النَّاسَ» هذا
فيه دليل على تبليغ العلم، ونشر العقيدة والدعوة إليها، وإنكار الشرك، وأن الإنسان
مُحَمَّل هذه الأمانة، لا يتخلى عنها، ويترك الناس يقعون في الشرك وفساد العقيدة،
وهو ساكت، ثم يقول: اتركوا الناس مجتمعين، لا تُفرقوا بين الناس، حارِبوا الشيوعية
وحارِبوا المذاهب الهدامة، واتركوا الشرك!!
وهل هناك أشد من الشرك؟! الشرك هو أكبر المذاهب الهدامة! وهذا القول يدسه علينا الأعداء إما من اليهود والماسونية أو غيرهم،
([1]) أخرجه: ابن خزيمة في «صحيحه» رقم (80)، ولفظه: «...ولا يستنجي بدون ثلاثة أحجار ليس فيها رَوْث ولا رِمَّة».