ويأخذه بعض المغرورين من شبابنا على أنه صحيح! وإنما حقيقته والمقصود منه
هدم الإسلام وهدم العقيدة؛ لأن الشرك إذا تُرِك فسدت العقيدة.
قوله: «أَنَّهُ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ»
عَقْد اللحية اختلف فيه العلماء على أقوال:
القول الأول: نَقَله الشيخ رحمه الله عن الخَطَّابي، قال: «كانوا يفعلونه في الحروب؛ كانوا يعقدون
لحاهم، وذلك من زي بعض الأعاجم، يفتلونها ويعقدونها»، أي: كانوا عند الحروب
يعقدون لحاهم تكبرًا وعُجْبًا، ونحن قد نُهِينا عن التشبه بالكفار.
القول الثاني: أن المراد بعقد اللحية ما يفعله أهل الترف من تجعيد
لحاهم وتحسينها وكَدِّها حتى تتجعد، يقصدون بها الجمال. فهذا يكون من الترف، نعم،
لا بأس أن تُصلَح اللحية وتُنظَّف وتُكْرَم، لكن لا ينبغي أن يصل هذا إلى حد
الإسراف.
وهناك قول ثالث: وهو أن المقصود بعقد اللحية عقدها في الصلاة، وهذا
مكروه؛ لأنه يدل على عدم الخشوع، وهو من الحركة والعبث في الصلاة.
قال: «قلت: ويشبه هذا ما يفعله كثير من فتل أطراف الشارب، فيترك أطرافه لذلك، وهي بعضه» أما تغليظ الشارب فهذا محرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَر بإحفاف الشوارب وقص الشوارب. أما تطويل الشوارب، وجَعْل السبالات فهذا من فعل الجهال، وهو مخالف للسُّنة.