×

فينبغي للمسلم ألاَّ يترك شاربه يطول، يل يتعاهده بالقص والحف؛ عملاً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

واستدل الشيخ رحمه الله بقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا»، وقوله: «فَلَيْسَ مِنَّا» يدل على أن ترك الشارب يطول ويصير سبالات - كبيرة.

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخَر: «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ أَحْفُوا الشَّوَارِبَ» يعني: لا تتركوها تطول، «وَأَعْفُوا اللِّحَى» يعني: اتركوها ولا تتعرضوا لها بنتف أو قص أو حلق، بل تُترك اللحية وتُعفَى. وفي رواية: «وَفِّرُوا اللِّحَى» ([1])، وفي رواية: «أَرْخُوا اللِّحَى» ([2])، وفي رواية: «أَرْجَوْا اللِّحَى» بالجيم... إلى غير ذلك.

ففي ذلك الأمر بإعفاء اللحى وتركها، وإرسالها وإرخائها، وإكرامها وتوفيرها.

لكن حدث الآن العكس من كثير من الناس!! فتجدهم يعتنون بالشوارب ويحلقون اللحى أو يقصونها ويحصرونها من جميع الجوانب. وهذا خلاف السُّنة الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

والأمر هنا للوجوب، قال رحمه الله: «وذَكَر ابن حزم الإجماع على أنه فرض، فيتعين النهي عن ذلك»، فدل على أن الأمرين واجبان: إحفاء الشوارب، وإعفاء اللحى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5892).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (260).