×

قوله: «مَنْ قَطَعَ تَمِيمَةً عَنْ إِنْسَانٍ، كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ» أي: كان كمن أعتق رقبة من الرِّق.

وجه المشابهة: أن إعتاق العبد فيه إعتاق من الرق. وقَطْع التميمة من إنسان فيه إعتاق من الشرك. فهذا إنقاذ من العبودية بالعتق، وهذا إنقاذ من الشرك بالتوحيد؛ لأن المشرك استبدل رقه للرحمن برقه للشيطان.

ورَحِم الله الإمام ابن القيم حيث يقول:

هربوا من الرِّق الذي خُلِقوا له **** فبُلُوا برِق النفس والشيطانِ

يعني: هم أرِقاء لله، عبيد لله، لكن لما أشركوا به صاروا عبيدًا للشيطان وعبيدًا للنفس والهوى.

فالإنسان خُلِق لعبادة الله، فإذا تَرَكها صار عبدًا للشيطان، فهو عبد ولا بد.

فسعيد بن جُبَيْر رضي الله عنه اعتبر الشرك رقًّا، مَن أزاله فكأنما أعتق هذا العبد من هذا الرق الذليل المُهين، وجعله حرًّا من عبادة المخلوق، عبدًا لله سبحانه وتعالى لا يعبد غيره؛ لأن عبادة الله عز وجل هي الحرية الصحيحة. وليست الحرية أن الإنسان يشرك ويَكفر ويعتقد ما شاء، كما يقولون: «الناس أحرار في اعتقادهم»!! بل الناس خُلِقوا لعبادة الله. وعبادة الله ليست من باب الذل والمهانة، وإنما هي من الإكرام والرفعة، وهي شرف للعبد. أما العبودية لغيره فهي مَذَلَّة ومَهانة، وعاقبتها الحسرة والندامة.


الشرح