قوله: «كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ»
هذا لا يقوله الإنسان باجتهاده، وإنما هذا يتوقف على نص من الشارع؛ ولهذا قال
الشيخ رحمه الله: «مثل ذلك لا يقال
بالرأي، فيكون هذا مرسلاً» أي: من مراسيل التابعي، «فعلى هذا يجب النهي عن تعليق التمائم، والترغيب في قطعها»؛ لأن السلف
لم يتساهلوا في الشرك الأصغر، بل كانوا يبادرون بإنكاره والنهي عنه.
قال: «فلما اشتدت غربة الإسلام في
أواخر هذه الأمة، صار إنكار هذا وما أعظم منه أعظم المنكرات» صاروا ينكرون على
من ينكر هذه الأمور، ويقولون: «هذا من
الخوارج»، و«هذا حنبلي متشدد» إلى
غير ذلك من الألقاب؛ لأن الإسلام عندهم هو ما عليه الصوفية وعُبَّاد القبور. ومَن
أنكره فإنه يكون مُنكِرًا للإسلام!! تغيرت الأمور فصار المعروف منكرًا، والمنكر
معروفًا عندهم، وفيهم علماء وفيهم فقهاء، لكن ليس عندهم علم بالتوحيد، عندهم علم
بالفقه وقد يكون عندهم علم بالحديث، ولكن ليس لهم عناية بالتوحيد وأمور التوحيد،
وإنما يمشون في العقيدة على ما يمشي عليه الناس!! ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.