×

 «باب مَن حقق التوحيد»، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم رقى المرضى ([1])، ورُقِي صلى الله عليه وسلم، رقاه جبريل ([2])، وكذلك لما جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه، قالوا: كنا في الجاهلية لنا رُقى نَرقي بها وأدوية نتداوى بها؟ قال صلى الله عليه وسلم: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ» ([3]).

وقوله: «فقد رَخَّص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين والحُمة»، الرخصة عند الأصوليين: ما ثَبَت على خلاف دليل شرعي لمُعارِض راجح؛ لأن الأحكام على قسمين: رخصة، وعزيمة.

فالشيء المستثنى من الممنوع بدليل يسمى: «رخصة» مثل: الأكل من الميتة، وقَصْر الصلاة للمسافر، والإفطار في نهار رمضان... كل هذه رُخَص، رَخَّص فيها الشارع من أشياء كانت في الأصل ممنوعة؛ وذلك من أجل الرحمة بالخلق.

وكذلك الرقية من القرآن، استثنيت من الرقى الممنوعة بقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ»، فالرقية من القرآن رخصة.

قال: «والتِّوَلَة: هي شيء يصنعونه»، التِّوَلَة: بكسر التاء وفتح الواو، «يزعمون أنه يُحبِّب المرأة إلى زوجها، والرجل إلى امرأته»، الزعم: الكذب، قال عز وجل: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ [النساء: 60]، يعني: يكذبون في قولهم أنهم آمنوا.


الشرح

([1])  كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (5675)، ومسلم رقم (2191).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2185).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (2200).