أما «مَنَاة»: فهي صنم يقع
شمالي مكة، عند جبل يقال له: «قُدَيْد»
بين مكة والمدينة، كانوا يتبركون به في الجاهلية، ويُحْرِمون من عنده بالحج
والعمرة. ولما فَتَح النبي صلى الله عليه وسلم مكة في السنة الثامنة من الهجرة،
أرسل علي بن أبي طالب إلى مناة فهدمها.
وبذلك انتهت هذه الأصنام، وانتهى دورها، ولم تنصر نفسها ولم تنصر أصحابها!
ولو كانت آلهة تنفع أو تضر لما حصل عليها ما حصل من العجز والتدمير!!
والشاهد من الآية الكريمة: بطلان التبرك بالأشجار والأحجار؛ لأن هذه أشجار
وأحجار، ولم تدفع عن نفسها فضلاً عن أن تدفع عن غيرها.
ففي هذا: بطلان التبرك بالأحجار والأشجار.
وفيه: أن مَن تَبرك بقبر أو حجر أو شجر يعتقد فيه أنه ينفع ويضر من دون الله، أو
أنه سبب لحصول البركة، أو تقرب إليه بشيء من العبادة - فهو مِثل مَن عَبَد اللات
والعزى سواء، ولا فرق. بل مَن غلا في قبر من القبور فهو كمن عَبَد اللات؛ لأن
اللات -على أحد التفسيرين- هو رجل صالح، غَلَوا في قبره بعد موته.
فالذين يعبدون القبور اليوم مثل الذين يعبدون اللات، سواء بسواء.
والقرآن واضح في هذا، لكن يحتاج إلى تدبر، ونبذ للتقاليد والعادات والبيئات
الفاسدة، والتحرر من الخرافات والأباطيل، والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله ففيهما
الشفاء للقلوب.