قوله:
«عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم إِلَى حُنَيْنٍ وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، ولِلْمُشْرِكِينَ
سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا، ويَنُوطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَا
ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم
ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر إنها السنن، قلتم والذي
نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿ٱجۡعَل
لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ﴾ [الأعرَاف: 138]
لتركبن سنن من كان قبلكم». رواه الترمذي وصححه ([1]).
قوله:
عن أبي واقد: هو صحابي مشهور، مات سنة ثمانٍ وستين، وله خمس وثمانون سنة.
قوله:
«خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم »: يشير إلى أهل مكة ممن إسلامه
قريب إذ ذاك.
قوله:
«إِلَى حُنَيْنٍ»: هو اسم وادٍ بشرقي مكة معروف، قاتَل فيه صلى الله عليه وسلم
هَوازن؛ كما قال عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ
أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡٔٗا﴾ [التوبة: 25].
والواقعة مشهورة عند أهل المغازي والسِّيَر وغيرهم، وما جرى فيها من النصر، وأَخْذ أموالهم، وسَبْي ذراريِّهم ونسائهم؛ كما في الآية الكريمة: ﴿ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [التوبة: 26].
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2180)، وأحمد رقم (21897)، والطيالسي رقم (1443).