قوله: «وَنَحْنُ حُدَثَاءُ
عَهْدٍ بِكُفْرٍ»: يشير إلى أهل مكة الذين أسلموا قريبًا إذ ذاك؛ فلذلك خَفِي
عليهم هذا الشرك المذكور في الحديث، بخلاف مَن تقدم إسلامه.
قوله:
«ولِلْمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا»: عبادةً لها، وتعظيمًا
وتبركًا؛ لما كانوا يعتقدونه فيها من البركة.
قوله:
«يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ»: هو برفع التاء كما لا يخفى.
قوله:
«ويَنُوطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ» أي: يُعلقونها.
**********
هذا حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه، وهو ممن أسلم عام الفتح؛ ولذلك قال:
«ونحن حُدَثاء عهد بكفر»؛ لأن إسلامهم
تأخر إلى عام الفتح.
قال: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ» يعني: إلى غزوة حُنَيْن. و«حُنَيْن»: اسم وادٍ من أودية مكة دون
الشرائع مما يلي خارج الحرم. وقد جرت فيه الوقعة، فسُميت «وقعة حُنَيْن» و«يوم حُنَيْن».
وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة في رمضان، من السنة الثامنة
من الهجرة، وسقطت دولة المشركين في مكة؛ خافت قبيلة هَوازن من أن يصل إليها رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من أهل مكة، فتجمعوا لحرب الرسول صلى الله
عليه وسلم، وكانوا في الطائف وما حولها.
فبلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذلك، فخرج إليهم صلى الله عليه وسلم في
شوال بجيش عظيم ممن جاءوا معه من المدينة وممن أسلموا في مكة، قال عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ
أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡٔٗا﴾ [التوبة: 25]. خرج
صلى الله عليه وسلم بجيش عظيم ليقاتل هوازن.