×

 ودرسوها، لكن هؤلاء أسلموا قريبًا، ولم يتمكنوا من التفقه في العقيدة، وكانوا آلفين لأشياء من دين الجاهلية، لم يتخلصوا منها بعد.

فهذا فيه دليل على مدح العلم وذم الجهل، وأن الجهل يوقع صاحبه في الخطأ، ولا سيما الجهل بالتوحيد؛ فإن الجهل بالتوحيد يوقع صاحبه في الشرك والعياذ بالله.

وبعض الناس في زمانهم هذا هانت عليهم العقيدة - خصوصًا من بعض الدعاة - فلا يهتمون بها، ويقولون: «الناس كلهم يعرفون التوحيد، وليس لهم حاجة إلى تعلم العقيدة»!! وهذا من جهلهم وسفههم!

فهؤلاء القوم من الصحابة ما وقعوا فيما وقعوا فيه من الخطأ العظيم - إلاَّ بسبب الجهل.

ففي هذا: الحث على تعلم العقيدة والتبصر فيها.

وفيه الرد على مَن يُهون في هذا الزمان من شأن العقيدة وتعلمها، ويلوم المسلمين إذا قرروا كتب التوحيد واعتنَوا بها ودعَوا إليها.

قال: «ولِلْمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ» يعني: شجرة، «يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا» «العكوف» هو: البقاء في المكان. يقال: اعتكف في المكان، إذا أطال الجلوس فيه. واعتكف في المسجد، يعني: جلس في المسجد للعبادة. فهم يقيمون عندها للتبرك، «ويَنُوطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ» «النَّوْط»: هو التعليق، يعني: يُعلقون بها أسلحتهم للتبرك. فليس هو مجرد تعليق، إنما يعلقون حاجاتهم بهذه الشجرة لأنهم يتبركون بها.


الشرح