قوله:
«فَمَرَرْنَا بِالسِّدْرَةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ
أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ -أي: للمشركين- ذَاتُ أَنْوَاطٍ»؛ ظنوا أن النبي صلى الله
عليه وسلم لو جعل لهم ذلك لجاز اتخاذها؛ لحصول البركة لمن اعتقدها فيها.
وأنواط:
جمع نَوْط، وهو مصدر سُمِّي به المَنوط.
قوله:
«فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أَكْبَرُ!»»: تعظيمًا لله عز وجل عن أن
يُجعل له شريك في عبادته التي هي حقه على عباده؛ كالتبرك بالأحجار والأشجار
ونحوها؛ كما قال عز وجل: ﴿وَأَنۡ أَقِمۡ وَجۡهَكَ
لِلدِّينِ حَنِيفٗا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [يونس: 105] وقال
عز وجل ﴿فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ
ٱلۡقَيِّمِ﴾ [الروم: 43]، وهو الإخلاص. والشرك ينافي ذلك،
وتَقَدَّم معنى «الحنيف».
وتضمنت
هاتان الآيتان - وما في معناهما - التوحيد الذي دلت عليه «لا إله إلاَّ الله»
نفيًا وإثباتًا؛ كما تقدم بيانه.
فمَن
التفت قلبه إلى غير الله لطلب نفع أو دفع ضر، فقد أشرك. والقرآن كله في تقدير هذا
الأصل العظيم؛ الذي هو أصل دين الإسلام، وهو الإخلاص الذي لا يقبل الله من أحد
دينًا سواه.
قوله:
«السُّنن» بضم السين، أي: الطرق. يشير إلى الطرق التي تخالف دينه الذي شرعه عز وجل
لعباده.
قوله: «قُلْتُمْ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - » حَلَف النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك؛ تأكيدًا لهذا الخبر وتعظيمًا له، «كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ﴾»: أخبر أن التبرك بالأشجار يجعلها آلهة، وإن لم يسموها آلهة؛ ولذلك شَبَّه قولهم هذا بقول بني