إسرائيل لموسى: ﴿ٱجۡعَل
لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ﴾.
فظهر
بهذا الحديث أن التعليق على الأشجار والأحجار وغيرها لطلب البركة بها - شرك في
العبادة كشرك عُبَّاد الأصنام.
قوله:
«لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» أي: اليهود والنصارى.
وقد
وقع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم في هذه الأمة، فركبوا طريق من كان قبلهم ممن
ذكرنا، كما هو في الأحاديث الصحيحة؛ كحديث: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ
قَبْلَكُمْ، حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ
تَبِعْتُمُوهُمْ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ:
«فَمَنْ؟!» ([1])، وهو في الصحيحين
عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه، وفي رواية: «وَمَنِ النَّاسُ إلاَّ أُولَئِكَ؟!»
([2]).
**********
قال: «فمررنا بالسدرة فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات
أنواط» وهذا من جهلهم، أعجبهم عمل المشركين، فظنوا أنه عمل سائغ، وهم يحرصون
على تحصيل البركة.
فطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم شجرة يعكفون عندها، وينوطون
بها أسلحتهم طلبًا للبركة!
ولكن انظروا إلى أدب الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم حيث لم
يُقْدِموا على هذا الأمر من عند أنفسهم، بل رجعوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالمسلم إذا أعجبه شيء ويظن أنه خير، فلا يستعجل حتى يعرضه على الكتاب والسُّنة، ويسأل عنه أهل العلم الثقات.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3456)، ومسلم رقم (2669).